بتلات الورد
السلام عليكم
هذه الرسالة تفدي بأنك غير مسجل لدينا نرحب بك عضوا لدينا .....................
في رعاية الرحمن
بتلات الورد
السلام عليكم
هذه الرسالة تفدي بأنك غير مسجل لدينا نرحب بك عضوا لدينا .....................
في رعاية الرحمن
بتلات الورد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بتلات الورد

علم * ترفيه * إبداع * هواية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يقظة الأنة العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمسومة
المديرة
المديرة
سمسومة


عدد المساهمات : 236
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2009
العمر : 28
الموقع : قصر الشلالة*تيارت*
العمل/الترفيه المطالعة
المزاج الحمد لله

يقظة الأنة العربية Empty
مُساهمةموضوع: يقظة الأنة العربية   يقظة الأنة العربية Icon_minitimeالخميس سبتمبر 10, 2009 7:15 pm

يقظة الأنة العربية 815323
قبل مئة عام كتب نجيب عازوري باللغة الفرنسية كتاباً عنوانه: «يقظة الأمة العربية»، صدر في باريس قبل أن يترجم لاحقاً إلى اللغة العربية. أشارت اللغة التي صيغ بها كما المكان الذي ظهر فيه إلى مناخ عثماني يناوئ فكرة العروبة، وإلى فكر تنويري يمزج الدعوة إلى القومية العربية بأفكار الثورة الفرنسية. انطوى الكتاب على تفاؤل صريح، لأنَّ في عنوانه ما يعد بيقظة عربية قادمة، أملت على المؤلف أن يؤسس: «جامعة الوطن العربي في مطلع القرن العشرين»، التي عليها أن تكون في نهاية القرن غير ما كانت عليه في بدايته. يثير الكتاب بعد قرن من الزمن فضولاً ثنائي الأبعاد، يحيل بعده الأول على الأفكار التي جاء بها عازوري، ويحيل بعدها الآخر على مصائر هذه الأفكار. يدور السؤال كله حول جدوى الزمن العربي ومعناه، أو حول علاقة هذا الزمن بزمن عالمي مرجعه التحولات العاصفة. من هو نجيب عازوري «مؤسس جامعة الوطن العربي في مطلع القرن العشرين»، الذي اعتبره بعض المثقفين العرب، بعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967، عقلاً بصيراً رأى خطورة المشروع الصهيوني قبل غيره؟ يتعرّف هذا «العروبي المتفائل» بالسياق التاريخي الذي تكوّن فيه، قبل أن تعرّفه خصاله الذاتية المميزّة له من غيره.

فهو العربي المتعلم الذي انفتح على ثقافة أوروبية حديثة أثارته ضد الاستبداد وعلّمته أن الرابطة القومية ضرورة لنهوض العرب ووحدتهم، وهو الذي اتكأ على وعي عقلاني وأدرك أن الهجرة اليهودية إلى فلسطين مشروع سياسي، واضح الأهداف، يجب التعامل معه بجدية، بعيدة من القياسات المتخلّفة والبلاغة المأثورة الجوفاء. كان عازوري، الذي ولد في قرية صغيرة في جنوب لبنان تدعى «عازور»، صورة أخرى عن نجيب نصار، الذي ولد بدوره في قرية لبنانية واحترف محاربة الصهيونية بعد أن أنشأ جريدته الكرمل في فلسطين عام 1909، وكان الاثنان مرآة متقدمة، زمنياً، لغيرهما مثل خليل السكاكيني وقسطنطين زريق ورئيف خوري... جمع هؤلاء بين الثقافة والدعوة إلى نهوض العرب، ووحدوا بين المعرفة والتحزّب، حيث على المفرد المثقف أن يتكاثر في آخرين يحققّون أفكاره. لا غرابة أن يعمل عازوري في الصحافة وأن يؤسس في باريس عام 1907 مجلة «الاستقلال العربي»، وأن يكون مرشحاً لـمجلس «المبعوثان»، أي البرلمان بلغة ذلك الزمان، وأن يشغل منصب مساعد حاكم القدس ما بين 1898 و1904، وأن يحكم عليه بالإعدام ويهرب إلى القاهرة، وأن يعود إلى فلسطين بعد سقوط السلطان عبدالحميد...

مناخ عثماني ومناخ محاصر مناهض للاستبداد العثماني، تترجمه صحف وأحزاب وتنظيمات، ويترجمه أولاً ذلك المثقف الشغوف بكلمات: اليقظة والنهوض والنهضة، الذي يؤمن أن من حق العرب أن يكون لهم كرامة كغيرهم من الشعوب، وأن من حق شعبه عليه أن ينير له درب الاستقلال. ولعل هذا الشعور بالمسؤولية، المبرأة من بلاغة مجردة تساوي بين الأشياء والكلمات، هو الذي حمل عازوري، الذي أصابته «سدادة دموية» وتوفي في حزيران 1916، على وضع دراسة مشخصة عن أحوال فلسطين وأحوال العرب تحت السوط العثماني وعن أحوال العثمانيين، الذين أسسوا لقاعدة متوارثة، تعيّن السلطة مصدراً للثروة وتعين الثروة منهجاً في الفساد والإفساد. ولهذا لن يختلف مضمون «يقظة الأمة العربية»، وهو يرصد الوقائع المعيشة، عن مضمون كتاب الكواكبي «طبائع الاستبداد»، الذي صاغ بالمفاهيم ما قاله الأول بالوقائع المـــباشرة.

توقف عازوري في كتابه أمام ثلاثة مواضيع: أولها ذلك التضاد المريع بين خصب فلسطين وبؤس أهلها، الذين «يعيشون حياة خاملة ويسكنون في أكواخ نتنة، لا يعرف لون ثيابهم تقريباً ولا يتناولون سوى وجبة طعام خبيثة واحدة في اليوم». وهم إضافة إلى طعامهم الخبيث بعيدون عن الاتفاق وأكثر بعداً عن التفاهم، يتكارهون و «يتباغضون دون أن يعرفوا لماذا؟»، يستغلهم الغرباء ويوطدون الاستغلال بالاحتقار، «هذه هي حال الشعب العربي في فلسطين وهي كذلك في بقية الولايات العربية في كل من سورية والعراق». في مقابل الخمود العربي، وهنا الموضوع الثاني، يأتي النظام اليهودي، الذي يحسن التعامل مع الحاضر ويصحح بالمهارة الحاضرة أخطاء ماضية: «أدرك يهود عصرنا أخطاء أجدادهـــم تماماً، لذا يسعون بأناة لتجنبها أثناء إعادة ما يسمونه وطنهم القـــديم باستيلائهم على الجزء الذي لم يستطع أسلافهم امتلاكه وباحتلالهم التخوم الطبيعية للبلاد قبل كل شيء. هاتان نقطتان هامـــتان في ميدان عمل الصهيونية». يذهب الموضـــوع الثالث إلى السلـــطة العثمانية، التي يمكن تحديد معناها من طريقين على الأقل: أولهـــما بؤس حالة الشعب العربي، ذلك أن حالة الشعب، بؤساً أو نعيـــماً، لا تنفصل عن سلطة معينة أرادت له البؤس أو أخذت بيده إلى النعيم. قدمت السلطة العثمانية، بهذا المعنى، دعماً وافياً للمشروع الصهيوني من طريق السلب، أي من طريق تيئيس الشعب العربي، والفلسطيني منه، لأن شعباً فقيراً مريضاً لا يستطيع التعامل مع «حركة أوروبية وافدة». يتحدد الباب الثاني بطبيعة السلطة العثمانية التي عممّت الرشوة والنهب وإلغاء القـــيم، مذكـــرة (بإخلاص) بما نسبه إليها الكواكبي، ومجبرة عازوري أن يتعامل مع السلطان عبدالحـــميد بالعنـــاوين الآتية: الوحـش، تسميم العلماء، سفالة منذ عهد قـريب، تكريم الجهلة وفاقدي الضمير...

ثلاثة أسباب جعلت العرب في زمن عازوري (ولن يختلف هذا عن الأزمنة اللاحقة) مهزومين أمام المشروع الصهيوني: الاستبداد السلطوي الذي ينتج التخلّف والأرواح المتخلّفة المرعوبة، خمود النفوس العربية المهزومة قبل أن تحاول الوقوف، البصيرة اليهودية التي تجبر الأحفاد على تفادي أخطاء الأجداد. إنها يقظة الاستبداد التي تئد كل يقظة محتملة، مثلما أنها يقظة اليهود التي تقتات بيقظة الاستبداد المكين. على رغم هذا كله، فإن عازوري يكتب عن «يقظة الأمة العربية» متوسلاً أكثر من طريق: الجهر بالحق، بلغة إدوارد سعيد المتأخرة، التي تعلن عن حق الإنسان في وجود إنساني: بعيداً من السكن المنتن والطعام الخبيث، وتذكير العرب بماضيهم وبصفاتهم. مع ذلك فإن عازوري يضيف إلى حكايات الشرف العربي أمراً أكثر وضوحاً وتحديداً حين يقول: «ظاهرتان هامتان، لهما نفس الطبيعة بيد أنهما متعارضتان، لم تجذبا انتباه أحد حتى الآن تتوضحان في هذه الآونة في تركيا الآسيوية أعني: يقظة الأمة العربية وجهد اليهود الخفي لإعادة تكوين مملكة إسرائيل القديمة على نطاق واسع، مصير هاتين الحركتين هو أن تتعارضا باستمرار حتى تنتصر إحداهن على الأخرى...». الحق والخطر الصهيوني ومجد العرب التليد وامتهان قبضة من الأتراك «لاثنيّ عشر مليوناً من العرب، كل هذا يدرجه عازوري في خطاب تحريضي، متطلعاً إلى يقظة العرب، ومؤمناً بأن شعباً حيل بينه وبين الحق في الحياة عليه أن يثور، وأن عليه أن يواجه يقظة الاستبداد بيقظة مغايرة تقوّض أركان الاستبداد.

ثلاثة أسئلة لا سبيل إلى تجاهلها، كان السائل ليبرالياً جديداً سعيداً أم كان أصولياً دون حاجة إلى تحديد أصوليته: السؤال الأول: ماذا فعل العرب برأس مال زمني قدره مئة عام تماماً؟ فعلوا ما فعلوه، فلا فلسطين انتصرت ولا الصهيونية هزمت، ولا «العنصر التركي»، بلغة طه حسين، بارح مواقعه، لأن السلطة كطريق إلى الثروة من إمارات هذا الزمن المخذول، ولأن وأد المجتمع المدني والقائلين به قاعدة أصبحت «استثنائية عربية» أقرب إلى البداهة. غاص ما حلم به نجيب عازوري في رمال السلطة الريعية، بلغة أهل الاختصاص. السؤال الثاني هو: ما هو مآل المثقفين الذين عهد إليهم نجيب عازوري بإيقاظ الأمة العربية وإقالتها من كبوة ظنّها عارضة؟ جواب السؤال ليس أفضل كثيراً من سابقه، فإضافة إلى انطفاء الثقافة واختناق القائلين بقيمها، ظهر رهط من المثقفين الوعاظ، يسوغون ما تريد سلطات الهزيـمة تسويغه، وظهر آخرون أكثر رضى وطمأنينة، يرون في القومية العربية كلها اختراعاً أيديولوجياً، بل انهم يستنجدون بتعابير أجنبية متحدثين عن «المشرق»، كما لو كان العرب شعباً بلا مكان، وكان المكان العربي بقعة بلا تاريخ، وكان التاريخ العربي كله «خطأ مستبداً» ينبغي محوه. السؤال الثالث طبعاً هو: ما معنى اليقظة العربية اليوم؟ سؤال أقرب إلى الفكاهة السوداء، لأن السادة والأتباع والرعية وفيالق الحكماء آثروا جميعاً الرحيل إلى ما قبل الأزمنة الحديثة، متشوقين إلى الأرحام الدافئة حيث العشيرة والقبيلة والطائفة والطائفية وكل ذلك الفقر العميم الذي باركته لغة ما بعد الحداثة.

كل الأشياء تنتهي إلى السبات والتداعي، وكل الأشياء تنهض إن نهضت، وكل التاريخ قائم على حوار مجزوء لا ينتهي بين سلطان البيات وتمرد اليقظة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يقظة الأنة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بتلات الورد :: منتدى قضايا فلسطين-
انتقل الى: